القدس: تُعدّ مدينة القدس عاصمة فلسطين من المُدن الحضاريّة والمُقدسة المهمّة قدر علماء التاريخ ان عمر مدينة القدس بصل نحو 38000 سنة، ولكن العمر الحقيقي للمدينة حوالي 38 قرناً لان مؤسس المدينة (ملكي صادق) كان موجود في عهد النبي إبراهيم عليه السلام في الفترة حوالي 1850ق.م.
تتميز هذه المدينة بموقعها الجغرافي الذي يشكل مركز لمجموعة من الطرق التجارية.
مرت القدس بالعديد من المراحل التاريخية المميزة التي ساهمت في تشكيل معالمها الحضارية والمواقع التاريخية عليهاحيث عاشت على أراضيها قبيلة اليبوسيّين التي تنتمي إلى القبائل العربيّة الكنعانيّة، وأطلقت عليها اسم يبوس ، سيطر عليها الفراعنة ، وأثناء حُكم الملك أخناتون تعرّضت القدس للهجوم من قبائل بدويّة تُعرَف باسم الخابيرو، ولم تعُد المدينة للسّيطرة الفرعونيّة إلّا أثناء حُكم الملك سيتي الأوّل.
أصبح النبي داود عليه السلام ملكاً عليها ،وتسلم الحكم من بعد موته ابنه النبي سليمان عليه السلام، وبعد وفاة النبي سليمان عليه السلام ضعفت مملكته وانقسمت، وبعدها سيطر الأشوريون على فلسطين
ثم البابليون من الاستيلاء على القدس، ثم وقعت فلسطين تحت الحكم اليوناني ، ثم البطالمة، والمصريين، والسلوقيين.
بعد الميلاد ، أصبحت القدس تحت حكم الرومان ، ثم وصلها الحكم الإسلامي الأول بقيادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكتب العهدة العمرية مع سكانها المسيحيين التي حفظت لهم حريتهم الدينية.
احتلّ الصليبيون القدس في سنة 1099م بعد مرور خمسة قرون على وصول الحُكم الإسلامي إليها، وفي سنة 1187م وصلت جيوش صلاح الدين الأيوبيّ إلى مدينة القدس، واستطاعت أن تهزم الصليبيين في معركة حطين، ولكن تمكّن الصليبيون من السيطرة عليها مُجدّداً بعد رحيل صلاح الدين الأيوبيّ، واستطاع أن يستعيدها نجم الدين أيوب في سنة 1244م، ومن ثمّ تعاقب على حُكم القدس كلّ من المماليك، والعثمانين، حتّى وصلها الاستعمار البريطانيّ الذي ظل مسيطر عليها بين 1917م-1948م ، حيث ظهر وعد بلفور عام 1917م الذي أدى إلى زيادة الهجرة إلى فلسطين الإسراء والمعراج ، وعام 1948م سيطرت عليها العصابات الصهيونية وعام 1969م أصبحت تابعة للاحتلال الإسرائيلي.
تُمثّل مدينة القدس محوراً رئيسيّاً في المنظور الروحيّ والعاطفيّ للأديان السماويّة الثلاثة، إذ تُعدّ مدينةً مُقدّسةً، ومركزاً للحج، ومكاناً للعبادة، حيث عرج منها الرسول صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج وقد حافظت مدينة القدس على الطابع العالميّ المتنوّع رغم التغيّر الديموغرافي السريع فيها، خاصةً في أحياء المدينة القديمة التي تُحيط بها الأسوار، إذ تحتوي المدينة على العديد من المعابد، والكنائس، والمساجد، والمساكن المبنيّة بمختلف الأساليب المعماريّة الفريدة. وفلسطين من معالمها قبة الصخرة، والحرم القدسي الشريف، وكنيسة القيامة.
تعليقات
إرسال تعليق